الأخبار
برنامج الطب الشخصي الدقيق في أبوظبي يدعم 256 مصاباً بالسرطان من المواطنين بخطط علاجية شخصية
11 ديسمبر, 2024:
نجحت دائرة الصحة – أبوظبي، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة، بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، بتقديم خطط علاجية شخصية إلى 256 مريض مصاب بالسرطان من المواطنين في أبوظبي ، وذلك منذ إطلاقها لبرنامج الطب الشخصي الدقيق لعلاج الأورام الأول من نوعه على مستوى المنطقة في شهر أكتوبر من عام 2022.
وفي إطار البرنامج، تم تقديم خطط علاجية ووقائية مخصصة لمجموعة مختارة من مرضى السرطان بمنهجية شخصية تحظى بدعم استشاري ومتخصصي الأمراض الوراثية الذين يقدمون توصياتهم في تحسين كفاءة العلاج وتعزيز سبل التعافي، حيث خضع المرضى المؤهلون لفحص يغطي 47 جين لتحسين الرعاية السريرية المقدمة لهم.وللحد من مخاطر الإصابة بالأورام، تم من خلال البرنامج وضع خطط شخصية وقائية لـ 207 من أقارب المرضى وأفراد أسرهم والذين أظهرت نتائجهم أنهم يحملون جينات موروثة تزيد فرص تعرضهم لأنواع معينة من السرطانات، وذلك لضمان اتخاذ التدابير الوقائية الاستباقية لهم وتعزيز سبل وقايتهم من الإصابة بالمرض مستقبلاً.
وضمن البرنامج أيضاً، خضع 200 مشارك إضافي بعمر يتراوح بين 25 و50 عاماً تم اختيارهم بشكل عشوائي من برنامج الجينوم الإماراتي، لفحوصات الطفرات الجينية لاكتشاف أي طفرات تزيد من خطر إصابتهم بسرطان الثدي والمبيض والقولون والمستقيم والرئة، حيث تم وضع خطط وقائية لذوي المخاطر العالية مصممة وفق احتياجاتهم بدقة وبناء على معلوماتهم الجينية، إذ أحيل الأفراد ذوي المخاطر المرتفعة دون أعراض إلى عيادات متخصصة ليخضعوا لمراقبة دقيقة ويتلقوا الإجراءات اللازمة وليتم إرشادهم نحو التغييرات الضرورية في أنماط حياتهم.وفي هذا السياق، قالت الدكتورة اسماء ابراهيم المناعي، المدير التنفيذي لمركز الأبحاث والابتكار في دائرة الصحة – أبوظبي: "إن المشهد المتطور لقطاع الرعاية الصحية يستدعي تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف المعنية من القطاعين العام والخاص لمعالجة أكثر الأمراض شيوعاً، وتحسين الخيارات العلاجية للمرضى ومخرجاتها بما ينسجم مع أفضل المعايير والممارسات العالمية. ومع بروز أهمية التقنيات الجينية في تطوير مشهد الرعاية الصحية اليوم، يمكن لدائرة الصحة وشركائها المساهمة في هذا المشهد عبر تحقيق اكتشافات جينية وتحليل المسارات الجزيئية ووضع أهداف جديدة للمؤشرات الحيوية والعلاجات. ونهدف عبر هذه المنهجية الاستباقية لتعزيز كفاءة التشخيص والعلاج الدوائي والوقائي، وتصميم هذه الخيارات بشكل يلائم احتياجات كل فرد على حدة، بما يرسخ مكانة أبوظبي كوجهة عالمية لعلوم الحياة".
وأضافت المناعي: "نتطلع لتوسيع نطاق برنامج الطب الشخصي الدقيق ليتجاوز مجرد التعامل مع الأورام خلال المرحلة المقبلة، إذ نهدف لتوحيد المعارف وحشد الجهود لنتمكن من مواجهة الأمراض المزمنة الأخرى التي تهدد صحة وعافية أفراد المجتمع. ونعتز ما حققه البرنامج حتى اليوم وماضون في التزامنا بتوظيف الابتكار والأبحاث لتطوير نتائج الطب الدقيق، وتصدُر جهود صياغة الخطط والاستراتيجيات الوقائية لتقديم نموذج يحتذى به من أبوظبي إلى العالم بأسره".وأكد الدكتور ستيفن غروبماير، رئيس معهد، طب الأورام وأمراض الدم، معهد الأورام في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، على الأهمية الحيوية لهذا البرنامج، مضيفاً: "تمثل هذه المبادرة المبتكرة ثمرة الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات، والدعم اللامحدود الذي وفرته M42 ودائرة الصحة – أبوظبي. يعتبر البرنامج خطوة حيوية نحو تطبيق البرامج الوقائية والعلاجية الفعالة للتصدي لمرض السرطان على المستوى الوطني. ومن خلال تسخير مواردنا وخبراتنا الفريدة، نستهدف إثراء فهمنا لعلاجات السرطان والخطط الوقائية من المرض المطبقة على فئات سكانية مختلفة، سعياً لتقليص العبء الملقى على كاهل مرضى السرطان".
وأثبت البرنامج أثره الإيجابي الكبير في المجتمع مع نجاحه بتصميم الخطط العلاجية وفقاً للملف الجيني للأفراد والطفرات المحددة، وتمكن من تحسين كفاءة العلاج، وتقليل الآثار الجانبية، فضلاً عن وضع الخطط العلاجية الشخصية والحد من مقاومة العلاج وتقديم معلومات هامة للتنبؤ بالمرض.وتماشياً مع التزامها بتطوير رعاية الأورام، نشرت دائرة الصحة – أبوظبي مؤخراً مبادئ توجيهية بشأن اختبار الطفرات الجينية المتوارثة لفحص سرطان الثدي و المبايض الجرثومية لتقييم الاستعداد للإصابة بسرطان الثدي والمبيض لتحسين التشخيص والعلاج والوقاية من المرض.
تجدر الإشارة إلى أن دائرة الصحة - أبوظبي أطلقت برنامج الطب الشخصي الدقيق لعلاج الأورام بالتعاون مع مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي وجي 42 للرعاية الصحية في عام 2022، كأول برنامج من نوعه في المنطقة يهدف لتحسين الفحوصات الجينية، والوقاية من المرض، وتعزيز كفاءة التشخيص، واتخاذ القرارات العلاجية الفعالة لمرضى السرطان الثدي، مما يرسخ سعي الدائرة لبناء مستقبل الرعاية الصحية القائم على أحدث التقنيات وتعزيز مكانة الإمارة كمركز للابتكار في علوم الحياة.